السبت، 6 أكتوبر 2012

قراءة في كتاب :وزراء المعارف في العراق 1920-1958 للاستاذ محمد ابراهيم محمد

قــــــــــــراءة في كتــــــــاب: وزراء المعــــارف في العـــراق 1920-1958
قراءة :محمد إبراهيم محمد

 كتاب (وزارة المعارف (التربية ) في العراق 1920-1958(الجزء الأول) تأليف الدكتور راهي مزهر العامري الذي صدر حديثاً بطبعته الاولى في بداية هذا العام ويقع في (148) صفحة ومن القطع المتوسط وأخرجه الباحث متسماً بالتدقيق العلمي والتعميق التاريخي بالمنهج الجديد للقراء والباحثين مما جعل منه بحثاً رائداً في ميدانه وركناً وطيداً من اركان التعليم العالي وارفق الباحث في نهاية الكتاب عدة وثائق تاريخية قديمة اظهرها لأول مرة لتزيد البحث توضيحاً وفائدة وتصدر غلاف الكتاب صورة فوتوغرافية قديمة لأول وزير معارف في العراق هو عزت باشا الكركوكلي وآخر وزير للمعارف في أيام العهد الملكي بالعراق هو الدكتور عبد الحميد كاظم. 
كتب مقدمة الكتاب  الاستاذ الدكتور غانم محمود العجيلي التي جاء فيها بأن تأليف هذا الكتاب قد شكل إضافة نوعية للدراسات التاريخية الرصينة التي تناولت تاريخ التعليم في العراق ولهذا الكتاب نكهة خاصة حيث يتميز في انه وضع حجراً لدراسات مستقبلية مماثلة ذات طابع موسوعي تخصصي يتيح للباحثين من طلبة الدراسات العليا وسواهم في التعرف على العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والتربوية التي قد يفضل البعض في دراستهم على نحو مستقبل وان معظم وزراء الحكومات المتعاقبة في العهد الملكي الذين تحدث عنهم الكتاب تنطبق عليهم المقولة المأثورة التي أصبحت مع شديد الأسف حلماً في العراق وهي (الرجل المناسب في المكان المناسب) وان الدكتور راهي مزهر العامري قد توصل إلى هذه الحقيقة التاريخية المهمة في تاريخ العراق المعاصر حيث تتسع في هذا الكتاب التاريخي السياسة التعليمية والتربوية في العراق من خلال شخصيات هؤلاء الوزراء واستخدام المصادر الأصلية من الوثائق غير المنشورة والمؤلفات التي ترتقي الى الأصالة.  كما قام الدكتور راهي العامري بتقديم شكره الجزيل في اعداد هذه الدراسة الى كل من الدكتور غانم العجيلي والدكتور عادل تقي البلداوي والدكتور عامر السامرائي والدكتور حسين الهلالي والدكتور مازن نجل المرحوم الدكتور عبد الحميد كاظم (آخر وزراء المعارف في العهد الملكي).   
أن هذا الكتاب يستذكر فيه المؤلف وزراء المعارف الذين تولوا هذا المنصب الوزاري في ايام الحكم الملكي من سنة 1920- ولغاية ثورة 14/تموز/1958، وعددهم اربعين وزيراً وهم مفكرين وعلماء وقدموا عصارة افكارهم وثمار جهودهم في ابحاثهم ورسائلهم وكتبهم ومناقشاتهم وآرائهم خدمة للعراق في تطور العلوم والاداب خلال ثمانية وثلاثين عاماً من الزمن الذين شهدوا احداثاً جسام وتطورات كثيرة في ميادين الحياة التعليمية المختلفة وهم على سبيل المثال: (عزت باشا الكركوكلي/محمد مهدي بحر العلوم/السيد هبة الدين الشهرستاني/عبد المحسن شلاش/عبد الحسين الجلبي/الشيخ محمد حسن ابو المحاسن/جعفر العسكري/الشيخ محمد رضا الشبيبي/حكمت سليمان/السيد عبد المهدي المنتفكي/ياسين الهاشمي/محمد أمين زكي/توفيق السويدي/خالد سليمان/عباس مهدي/صالح جبر/جلال بابان/صادق البصام/يوسف عز الدين/ سامي شوكت/جعفر حمندي/الدكتور محمد حسن سلمان/تحسين علي/عبد  الاله حافظ/إبراهيم عاكف الآلوسي/نوري القاضي/توفيق وهبي/خليل كنه/عبد الله الدملوجي/قاسم خليل/عبد المجيد القصاب / جميل الاورفلي/الدكتور محمد فاضل الجمالي/منير القاضي/احمد مختار بابان/الدكتور عبد الحميد كاظم). 
وأفرد لنا المؤلف الوجيز من حياة كل وزير واستعرض الحالات الشخصية والسياسية منذ ولادتهم ونشأتهم وثقافتهم وبدأ الحياة في سلك التعليم والتنقل بين الوظائف والمؤسسات الحكومية والاسهام في التدريس واشغال المناصب الادارية وبيان المؤلفات الكاملة لكل وزير والحصول على الشهادات العليا سواء كانت داخل العراق او من خارجه مع التقديرات العلمية التي منحت لهم من خارج العراق ومشاركة الوزراء في كثير من المؤتمرات والندوات العلمية والمهنية واتقان اللغات التي يتكلم بها كل وزير عن التدرج في المناصب الحكومية والقاء المحاضرات في مختلف المؤسسات الثقافية حيث تم ترتيب التراجم بحسب صدور الارادات الملكية.   
ختاماً وأخيراً لا بد من القول ومذكرين القارئ الكريم بأن هذا الكتاب يعد وثيقة تاريخية في السفر الموجز لوزراء المعارف في ايام العهد الملكي بالعراق خلال ثمانية وثلاثين عاماً من الزمن وسينتفع به من يبحث في سيرة الوزراء الذين شغلوا المناصب الوزارية في العهد الملكي الذين كان لهم شرف خدمة العراق لمدة من الزمن والمؤلف بذل جهداً شاقاً في اصدار وتوثيق هذا الكتاب ويعد في ذات الوقت مصدراً أساسياً للباحثين والمؤرخين وطلبة الدراسات العليا والاولية وظهوره في الوقت الحاضر قد سد فراغاً في المكتبة العربية والعراقية على حد سواء.
* www.daraddustour.com












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...