الجمعة، 24 يناير 2014

الكورد الفيليين في بغداد وتصريحات خسرو الجاف


تصريحات خسرو الجاف عن الكورد الفيليين.. أحلام شاعر ام تخيلات روائي ام هلوسات سياسي فاشل؟

alt
 كتب الاستاذ ماجد سوره‌ميري: 
عرفناه معماريا وشاعرا وروائيا وشيخ قبيلة، ولعله اصاب شيئا من النجاح في تلك الضروب الهندسية والادبية والاجتماعية، اذ ما زلنا نذكر مكتبه على كورنيش ابي نؤاس في بغداد واعلانه عن ذلك المكتب على اشهر جسور بغداد في وقت كانت الاعلانات كلها حكرا على رأس النظام صدام دون غيره، فاليافطة الكبيرة المدون عليها اسم المكتب (عيون المها.. المهندس المعماري خسرو الجاف) كانت ماثلة للعيان، وطالما تباهى امام الملأ بانه ادخل جديدا في فن العمارة العراقية (بيوت الدبل فاليوم) والف عددا من الكتب باللهجة الگرميانية المشوبة بالعديد من التعابير الفارسية التي يبدو انها جاءت نتيجة قضائه شطرا من حياته في ايران.
وفجأة وبعد ان تبخر النظام عام 2003، رأيناه ممثلا للشعب الكوردي في البرلمان عدد سنينها، قبل ان يختفي من حياة بغداد التي يبدو انها لم تعد تناسبه.
يظهر خسرو الجاف من جديد هذه الايام، ومن دون ان يكلفه احد يقوم بتقييم الوضع الكوردي في بغداد وترك اوضاع بني جلدته في كلار وگرميان الذين يعانون ما يعانون.
فعلى موقع صحيفة آوينة الكوردية قرأنا تقريرا بالعنوان الذي ذكرناه اعلاه باللغة الكوردية وقمنا بترجمته.
وتبدأ الصحيفة بالتعريف به قائلة:
(خسرو الجاف كاتب وشخصية بارزة من عشيرة الجاف عاش سنوات طوال في بغداد عاصمة العراق، يقول ان التواجد الكوردي في بغداد مر بمراحل عديدة اهمها في الفترة التي تلت تأسيس الدولة العراقية عام 1920، واثر قيام الحكومة العراقية بتأسيس مجلس النواب، قام الوزراء والنواب الكورد بالانتقال مع عائلاتهم الى بغداد، وضرب مثلا لـ"آوينة" بان جده الاكبر كان عضوا في مجلس النواب وكان يسكن فيها.
ويضيف "كان للفيليين وجود في بغداد ايضا، وفي الوقت ذاته كان طلبة العلم والتجار الكورد يتوجهون الى بغداد، وبعد ذلك وعندما تأسست اذاعة بغداد ونادي (سركوتن) وحزب (هيوا) توجه قسم من المثقفين والكتاب الكورد البارزين بالتوجه الى بغداد والسكن فيها".
وحسب ما يرويه فان الحزب الشيوعي العراقي ومنذ بداية تأسيسه كان العديد من قياداته واعضائه من الكورد قاموا باعمالهم ونشاطاتهم في بغداد، مضيفا انه وبعد تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني كان العديد من ناشطيه الرئيسين من كورد بغداد".
ويضيف انه "في العهد الملكي كان قسم من الضباط البارزين في الجيش العراقي من الكورد وكان هنالك ايضا وزراء وبرلمانيون كورد مثل فؤاد عارف وبكر صدقي والقزاز وآخرين".
ولكن وبعد سقوط النظام الملكي وتأسيس النظام الجمهوري تغير كل شيء، فاخذ التواجد بالتضاعف وبدأت الموجة الثانية من توجه الكورد الى بغداد، في تلك الفترة، توجه قسم كبير من المثقفين والسياسيين والطلبة الى بغداد. ويضيف الجاف ان الحس القومي لدى الكورد الفيليين اخذ بالتنامي واخذوا بالابتعاد عن اليسار والتيارات الدينية والطائفية، مؤكدا ان اندلاع ثورة ايلول اجج الروح القومية وسط الكورد البغداديين الذين كانت لهم مشاركة فعالة في الثورة وقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني".
ويتحدث الجاف عن ان عددا كبيرا من الكورد تجمعوا في بغداد في العهد الملكي، واستقرت العوائل الكوردية الشهيرة كالبابانيين والجاف وآل القزاز والدزئيين في بغداد، وفي الوقت ذاته كانت لتجار السليمانية واربيل علاقات تجارية متينة مع بغداد.
كما يضيف ان "وجود الكورد في بغداد في ستينيات القرن الماضي اخذ بالتوسع حتى وصل عددهم الى نحو 500 الف نسمة حسب التقديرات، الا انه وبعد وصول البعثيين للحكم وتسلم كرسي السلطة وفي عقد السبعينات وخصوصا عام 1974 وما تلاه تراجع الوجود الكوردي وضعف بسبب العنف الذي مورس ضدهم، ومنذ ذلك الحين كان رؤساء افواج الجحوش (قوات عشائرية كوردية استعان بها النظام للقتال ضد ابناء جلدتهم ابان الثورة الكوردية) والعناصر الموالية للنظام يتوجهون الى بغداد وكانوا موضع اهتمام وتقدير النظام، ومن الواضح ان ضعف وتراجع الكورد في بغداد كان انعكاسا لتراجعهم في العراق باكمله نتيجة لتهميشهم".
ويرى خسرو الجاف انه وبعد سقوط نظام البعث عام 2003 تراجع الوجود الكوردي في بغداد بنسب قياسية فيقول "اذكر اني كنت عضوا في البرلمان العراقي بعد 2003 وكانت الاطراف تريد طغيان التيارات الدينية والمذهبية على حساب الجانب القومي، واتذكر انه في البرلمان قام عضو عربي بالاستخفاف بالقومية العربية وكال لها الشتائم، وهذا يعني طغيان الافكار الطائفية والمذهبية على الجانب القومي، فعلى سبيل المثال فان الجانب القومي لدى الكورد الفيليين لا يساوي فلسا واحدا واغلبهم واعدادهم كثيرة في بغداد يعرفون انفسهم بانهم شيعة لا كورد".
كما يضيف انه "ما عدا ذلك فان سوء الاوضاع الامنية كان له تأثير كبير، فعدد الطلبة الكورد في بغداد تناقص الى حد كبير، عدا الحالات الاضطرارية فلا يتوجه احد من الطلبة الكورد الى بغداد للدراسة".
والتجار لا يتعاملون مع نظرائهم في بغداد، والعائلات الكوردية المعروفة غادروها ايضا، فالبابانيون في بغداد ليس فيهم من يتكلم اللغة الكوردية، والان ليس لبغداد وجود في القوائم الكوردية، والناس الذين كانت لديهم اعمال في بغداد تركوها، وكان فيهم من يمتلك اربعة او خمسة عقارات في بغداد، انا كنت واحدا منهم كنت ارجو الله ان ابيعها في اقرب وقت وانجو بنفسي منها ولا يبقى لي اية علاقة ببغداد").
وبعد لا ندري من اي مصدر استقى الجاف معلوماته هل هي حقائق تاريخية من بطون الكتب والاسفار ام جلس الجاف على طاولة كتابة الشعر والرواية كماكان دوما يطرح نفسه روائيا وشاعرا نتيجة لخياله الواسع وتذكر ان موضوع الكورد في بغداد التي قضى فيها شطرا من حياته فيها متبخترا بين اروقتها الادبية والثقافية ومكتبه المعماري الفخم وليالي الانس الحالمة على ضفاف دجلة الخير.
على العموم يتطرق الجاف الى التواجد الكوردي في بغداد فيقول ان الكورد برز تواجدهم فيها بعد تأسيس الدولة العراقية 1920 وكأن بغداد قبل هذا التاريخ لم يكن فيها كوردي واحدونسي او تناسى ان الخليفة ابي جعفر المنصور عندما بنى بغداد قد استعان حسب المصادر التاريخية بالعمال الكورد الذين كانوا يعيشون في الجوار.
ويبدو ايضا ان الجاف لم يقرأ ما كتبه الامير شرف خان البدليسي قبل اكثر من اربعة قرون ونصف عن تواجد الكورد اللور وهم الفيليون في بغداد في ذلك العهد.
او انه لم يطلع على ما كتبه المؤرخ الكوردي الكبير جرجيس فتح الله عن ان الكورد الفيليين قد حكموا ولاية بغداد بقيادة الامير ذوالفقار احمد سلطان الكلهوري من عام 1523 لغاية 1529.
ولعل الجاف لم يتجول في بعض الاحياء البغدادية التي تحمل تسميات كوردية منذ مئات السنين.
ولا ندري بأية ادلة او اي معيار اواية دراسات مفصلة عن الواقع الكوردي في بغداد يقول الجاف بأن الكورد الفيليين ليست لديهم روح قومية وان الكوردايتي عندهم لا تساوي فلسا واحدا، مشيرا الى ان ولائهم للمذهب.
نقول انه في الفترة كان فيها السيد الجاف عضوا في البرلمان العراقي والدورة نفسها شهدت تصويت اكثر من 40 الف كوردي للقائمة الكوردستانية معظمهم من الفيليين (الكورد الشيعة)، والجميع يعلم سبب تراجع القائمة الكوردستانية في الانتخابات اللاحقة واسبابها كثير ليس هناك مجال لشرحها في هذه العجالة.
ويناقض الجاف كلامه في التقرير نفسه فبعد ان ذكر تناقص الكورد في بغداد يأتي في مقطع آخر ليقول ان الكورد الفيليين لا يصوتون للقائمة الكوردستانية وهم كثيرون في بغداد!! لا ندري هل يعد الجاف الكورد الفيليين ليسوا من الكورد ام ماذا؟!
وفي الوقت الذي هرب جميع اذناب النظام الدكتاتوري السابق في كوردستان ابان الانتفاضة الربيعية عام 1991 الى بغداد واحتضانهم من قبل "قائدهم الضرورة" وبعد حفنة من السنين تنكروا لكورديتهم وانخرطوا في مسميات طائفية، بقي الكورد الفيليون على كورديتهم على الرغم من التهجير والقتل وقبلهما التضييق والمحاربة في الرزق وسلب الاموال والاملاك والجنسية، فما ان تسألهم عن انتمائهم فسرعان ما تأتيك الاجابة بنبرة حادة "كوردي.. فيلي" مقدمين انتماءهم القومي على اي انتماء آخر رغم كل شيء.
*http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/faily-issue/71021-2014-01-19-10-21-39.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...