الاثنين، 23 فبراير 2015

قصة قصيرة جدا موبايل ثبات نايف

 قصة قصيرة جدا 
موبايل
ثبات نايف 
لم يكن في سيارة الميكروباص سواه عندما توقف السائق أمام فتاة لوحت له، ففتحت الباب وجلست قبالة أبي محمود الذي ابتسم في وجهها وهو يرد سلامها وقد لفحته روائح عطرها الذي امتلأ جو السيارة به .
كانت الفتاة جميلة وأنيقة ومن خلال ابتسامتها عرف صفة من صفاتها وهي أنها لطيفة المعشر .
رن جرس هاتفها الخلوي ففتحت حقيبتها وأخرجت الجهاز المغلف بغلاف جلدي ملون بألوان زاهية . قال ابو محمود مع نفسه :
- كم تحب الحياة ؟ الالوان الزاهية تنبئ عن حب الحياة لا يتذكر أين قرأ هذه المعلومة .
بدأت الفتاة بالكلام
- أجل يا حبيي كما قلت لي . أعرف لاعليك ، كن أنت فقط ثابتاً على موقفك . قل لأمك إنك لا تحب ابنة أخيها وأنك تحبني اما والدك فلا اعتقد انه يعارض زواجنا .
تمتم أبو محمود مع نفسه :
- لماذا تصر الأمهات على قريباتهن ؟ لأن معظمهن جاهلات لا يقرأن ولا يعرفن أن زواج الاقارب يخلف اطفالاً مرضى بعاهات جسدية أو غير ظاهرة ، فتظهر في أجيال لاحقة . هذه المعلومة قراها في مقالة علمية عن الوراثة وعمل الجينات الوراثية .
قطعت أفكاره ضحكة الفتاة التي كانت بصوت عال فامتعض منها ، ولكنها ركزت نظرها في عينيه فتلاشى غضبه وأنصت من جديد إلى حديثها في وقت نظر فيه الى خارج النافذة ، ثم عاد ثانية إلى شروده فتذكر كيف كان يهاتف زوجته بالهاتف الأرضي قبل زواجهما في الليل بعد أن ينام كل من في بيتهم . قال لنفسه :
- كم هو سعيد هذا الذي تكلمه هذه الجميلة في حرية وفرها لهما هذا الجهاز ؟
علا صوتها ثانية :
- أريد ك يا حبيبي ان تكون رجلا لا طفلا ، ودع كلمتك هي التي تقرر حياتك المستقبلية وليس كلام والديك فهما سيرحلان يوماً ما لاشك في ذلك .
تمتم أبو محمود :
- نعم يرحل الآباء والأمهات بعد ان يكملوا رسالتهم في الحياة وماذا يريدون اكثر من ذلك ؟
.
اغلقت الفتاة جهاز الموبايل بعد أن أرسلت لمحدثها قبلة هامسة اعتقدت ان ابا محمود منهمك في النظر الى الخارج لكنه التقط المشهد ، فهز رأسه موافقا على حركتها مع ابتسامة عريضة ، فانفرجت أسارير وجهها بالرضا وهي تلتفت إلى الشارع وتطلب من السائق التوقف .
عندما نزلت كان ولده محمود يمد يده ويمسك بيد الفتاة دون أن يلتفتا إلى الوراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...