السبت، 21 فبراير 2015

وقفة مع قصيدة "فن الممكن " للشاعر العراقي الكبير الاستاذ سامي مهدي ا.د.ابراهيم خليل العلاف

وقفة مع قصيدة "فن الممكن " للشاعر العراقي الكبير الاستاذ سامي مهدي 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 
بعيدا عن الجوانب الفنية والتصورات الشعرية والبعد النقدي فإن قصيدة :"فن الممكن " للشاعر العراقي الكبير الاستاذ سامي مهدي توثق لمرحلة بدأنا نعيشها منذ السنوات الاولى من القرن الحادي والعشرين حين وقع العراق في 9نيسان سنة 2003 تحت الاحتلال الاميركي ، والذي كان من نتائجه - بعد اشتداد المقاومة للاحتلال- ان وسد الاميركان السلطة لحفنة من المتعاونين معهم في فرض الاحتلال والتمهيد له .
وقد اتبعت هذه المجموعة سياسات هوجاء ادت الى تدمير الاسس التي قامت عليها الدولة العراقية الحديثة ، وخاصة في الجوانب العسكرية، والمالية ، والتعليمية ، والقضائية .فلقد تم حل الجيش ، واتباع اساليب الكذب والتدليس وكل هذا كان مترافقا مع استخدام القوة من قبل حلفائهم الاميركان وشركات الامن الخاص وجيشهم الذي انشأوه من خلال عمليات دمج الميليشيات.
ويقينا ان الافراط في الرشوة والصرف وإفساد الذمم والفساد بكل انواعه وعدم اتباع سياسات مالية واقتصادية منضبطة ، ادى الى افلاس الدولة واستخدام العنف ، وانتشار المليشيات وتدهور الاوضاع في البلد وتفككه وهذا ماعبر عنه الشاعر بقوله :
إفراط في القوّةِ
والموتِ
وتأسيسِ الأحكامِ
ونقضِ التأسيسْ
لقد كان من نتائج الغزو الاميركي ، وتأسيس عملية سياسية عرجاء في العراق، أن جرت محاولة لالغاء هوية العراق العربية وابعاده عن محيطه العربي والاقليمي والدولي فضاعت هيبته ، وبدا لقمة سائغة لمن يريد ان يعبث بمقدراته وتلك حقيقة من حقائق التاريخ وثوابت الجغرافية وهي ان العراق متى كان ضعيفا فأن طمع الجيران يزداد فيه .. وفي كل هذا كان ساسة العراق الجدد ممن تستهويهم الكراسي الوثيرة ، والمواقع الادارية شركاء مع الذئب الاميركي سواء في التدليس والتلبيس او الشرك او الافك ؛ فموت الانسان العراقي ، ونزوحه من موطنه، وفقره ، وجهله لم يعد يهمهم.. وكل ما اصبح يهمهم هو ان تمتلآ جيوبهم من الست الحرام ومن اموال هذا الشعب الذي هدرت كرامته قبل ان يهدر ماله ودمه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...