السبت، 28 مارس 2015

الصراع السعودي-الايراني ..محاولة أولية للتحليل ا.د.ابراهيم خليل العلاف

الصراع السعودي-الايراني ..محاولة أولية للتحليل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
ابتداء ليس من المعقول ان يقف المؤرخ المعاصر عاجزا أمام سلسلة من الاحداث التاريخية التي تفع أمامه ودون ان يكون له فيها رأي .
وقد سبق ان تحدثت عن ان هناك تحولات تاريخية كبيرة تشهدها وستشهدها المنطقة وان ثمة استقطابا سياسيا يأخذ الان طابعا مذهبيا لكن المذهب ليس الا غطاءا لاحداث وأجندات سياسية واضحة ومعروفة .
وكما يعرف القاصي والداني ؛ فأن ايران منذ سنة 1979 و1980 وهي تسعى من اجل ان يكون لها نفوذ سياسي في المنطقة التي تصلها بالبحر المتوسط ويقينا ان العراق قام خلال السنوات 1980-1988 بوقف النفوذ الايراني أوقل قلل او حجم التطلع السياسي الايراني للوصول الى المنطقة المحصورة بين الخليج العربي والبحر المتوسط .وليس هذا غريبا عن اولويات السياسة الخارجية الايرانية وسلوكياتها والتي تحدث عنها طويلا البروفيسور الايراني روح الله رمضاني في عدد من كتبه .
وقد تبادر الى ذهن البعض ان من قام بالثورة على نظام الشاه محمد رضا في ايران سيحجم عن التمدد أو التوسع من منطلق اسلامي .. لكن الثوابت الجغرافية والحقائق التاريخية هي من تدفع ايران لان يكون لها دورا وموقفا من احداث المنطقة ..لاسيما وان الحرب العراقية -الايرانية سنة 1988 انتهت برجحان كفة العراق لكن الغصة التي تركتها الحرب في حلوق الايرانيين القوميين المتلفعين بالدين والمذهب سرعان ما وجدت لها طريقا للتنفيس من خلال خطأ العراق اوقل خطأ القيادة العراقية في انهاء سيادة دولة الكويت والتي نجم عنها احتلال العراق وفتح حدوده أمام الجيران بدون استثناء .
وقد اثبتت ايران انها الدولة القادرة التي استطاعت ان توجد لها نفوذا واضحا في العراق من خلال عدد من الاحزاب والكتل والميليشيات التي تأتمر بأوامرها وهكذا انتهى العراق ليكون في حضن الايرانيين وكانت لبنان قد وقعت ابضا في احضانهم من خلال جهود وممارسات ونشاطات حزب .. الله وقد تيسرت لهم الفرصة كما هو معروف في ان يكونوا لاعبا رئيسا في سوريا من خلال تحالفهم مع نظام البعث السوري والدكتور بشار الاسد ومجموعة النصيريين الذين كانوا لاسباب مذهبية مرتبطين بإيران منذ زمن بعيد .وفي اليمن كان الحوثيون الزيديون طريقهم أي طريق الايرانيين للتغلغل داخل الدولة اليمنية ومن ثم التسلط على الحكم .. وهكذا راح البعض في ايران وقد اصابه الزهز يتحدث عن "امبراطورية فارسية عاصمتها بغداد وتتحكم بعدد من العواصم العربية ومنها بيروت ودمشق وصنعاء "
وكان من الطبيعي ان تستفز كل تلك السلوكيات السياسية الخارجية الايرانية الجانب الاخر والذي يعد نفسه الحارس الامين للمذهب الديني الاخر والمتمثل بالمحور المصري -السعودي -الاردني -الخليجي -المغربي ومن وراء هذا الجانب أوقل المعسكر تركيا والباكستان وقد سمعنا الكثير من تصريحات قادة هذه البلدان وبخاصة اردوغان الرئيس التركي الذي قال بوضوح :" ان تصرفات الايرانيين وتدخلاتهم باتت تزعجنا وتزعج العرب وان لابد لهم ان ينسحبوا من بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء " .
الان لم يعد هذا المعسكر يخجل او يستحيي من ان يقول ان "عاصفة الحزم " وهي العملية العسكرية الجوية التي ابتدأت في اليمن ضد الحوثيين تستهدف الفرس الايرانيين واطماعهم في المنطقة العربية .. وان على ايران ان توقف تحركات الميليشيات التابعة لها في المنطقة العربية ، وان تحترم مبادئ الاخوة ، وان تراعي المصالح المشتركة وان تتوقف عن سياسة تصدير الثورة او تصدير المذهب او تأجيج الصراعات الدينية المذهبية .
وقد ذهب البعض الى ان المعسكر السعودي وحلفائه استيقظوا وانهم سوف لن يقفوا مكتوفي الايدي امام الخطر السياسي المذهبي الايراني الذي اقترب منهم ومن مصالحهم النفطية في مضيقي باب المندب وهرمز وقد خطا السعوديون الخطوة ألاهم في انهم بدأ وا بتكوين تحالف عربي - اسلامي سيكون له قوة خاصة لمواجهة المعسكر الايراني وثمة محركات اخرى قسم منها يعمل تحت السطح والاخرى فوقه والايام بل الاشهر القادمة كفيلة بأن تفصح هذه المحركات عن مكنوناتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...