الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

مع عامر حسك الامارة عسكريا وسياسيا وإداريا ا.د. ابراهيم خليل العلاف

مع عامر حسك الامارة عسكريا وسياسيا وإداريا
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
الاخ الاستاذ وليد المالكي ، وهو طالب دراسات عليا في جامعة البصرة يكتب رسالة ماجستير عن ( عامر حسك الامارة ودوره العسكري والسياسي في العراق ) وقد اتصل بي واقول عن هذا الذي يكتب عنه انه من الضباط العراقيين الوطنيين والقوميين في العراق وقد كان له فعلا دور عسكري ودور سياسي فهو عروبي الاتجاه ومن الضباط الاحرار وهو من اهل مدينة ( المدينة) البصرية ووالده المرحوم حسك محسن مبارك الامارة (1875-1945 من رجالات البصرة عمل خلال فترة الاحتلال البريطاني للعراق 1914-1920 مديرا لناحية المدينة حتى 8 تشرين الثاني 1923 .
اما ابنه (عامر حسك الامارة 1907-1982) ، فقد كان من العسكريين العراقيين المتميزين بثقافتهم العالية ، ودورهم الفاعل ان كان في ثورة مايس 1941 او في حرب فلسطين سنة 1948 أو عندما عين متصرفا لاكثر من لواء (محافظة ) فضلا عن ذلك ان له كتابات مهمة منها كتابه الموسوم : ( البصرة في ثورة مايس ) 1977 ، وكتابه (من مأساة فلسطين ) 1960 . وقد كتب عنه كثيرون منهم الاستاذ محمود الدرة في كتابه ( حياة عراقي من وراء البوابة السوداء ) القاهرة 1976 ، والاستاذة زينب كاظم احمد من خلال كتابها الذي نشره مركز دراسات الخليج بجامعة البصرة سنة 1992 بعنوان (البصرة خلال حركة مايس ) او من كتب عن تاريخ المدينة في الموقع الالكتروني http://www.basrahcity.net/pather/bbook/al-mdaena/03.html
والاستاذ عامر حسك الامارة كان عسكريا منضبطا ، وباحثا جيدا ، ووطنيا فذا ، وانسانا نبيلا .خدم العراق كثيرا فبعد ثورة 14 تموز 1958 عين متصرفا للواء السليمانية 1965-1966 ثم متصرفا للناصرية (ذي قار ) 1967 .
كان عروبيا قوميا شارك في ثورة مايس 1941 ، وكلفته حكومة الثورة ان يلقي القبض على الوصي عبد الاله الذي ترك بغداد عند قيام الثورة وهرب الى البصرة لكنه لم يتمكن لان الانكليز اخذوه الى بارجة بريطانية في شط العرب ، وكان المقدم عامر حسك يشغل وقتئذ منصب مقدم اللواء السابع في البصرة وبعد فشل الثورة اعتقل واحيل الى المحكمة في 13 كانون الثاني سنة 1942 وحكم عليه بالسجن ست سنوات وفصل من الجيش واعيد بعد ثورة 14 تموز 1958 الى الخدمة .
تحدث في كتابه (من مأساة فلسطين ) عن جانب من حياته فقال :" لقد كنت من الذين قد حكم عليهم بالطرد من الجيش وبالسجن لمدة ست سنوات بسبب حوادث 1941 ولم يمض ِ على خروجي من السجن غير مدة قليلة حضرت الى بغداد وقابلت اللواء الركن اسماعيل صفوت المستشار العسكري للجامعة العربية وابلغني رغبة السيد طه الهاشمي مفتش المتطوعين الحاقي بقوات الانقاذ المجاهدة في فلسطين وفي صباح يوم 29 نيسان 1948 سافرت بطائرة مصرية الى الشام والتحقت بقوات الانقاذ العاملة في منطقة صفد بقيادة اديب الشيشكلي رئيس الجمهورية السورية السابق ـ فكان لي الشرف ان اكون في وسط الوقائع والمعارك التي جرت في تلك المنطقة حتى انسحاب اديب الشيشكلي الى الشام يوم 30 مايس 1948 لاعادة تنظيمها ومن ثم التحقت بقوات فوزي القاوقجي التي تولت الاعمال العسكرية في منطقة لواء الجليل من حدود لبنان الجنوبية حتى مدينة الناصرة " .ويضيف انه بقي مع هذه القوات حتى انسحابها في 30 تشرين الثاني 1948 وخلال هذه الفترة مارست مسؤوليات ضابط ركن القوتين وامرية لواء اليرموك الاول وبحكم هذه المؤوليات ، أشرفت على ادارة عمليات عسكرية واتصلت برجال سياسيين مسؤولين وبعض قادة الجيوش العربية ، وزرت جبهات الجيوش العربية كجبهة الجيش اللبناني وجبهة الجيش السوري في بانياس شرق منطقة الحولة وجبهة الجيش الاردني في القدس ورام الله وجبهة الجيش العراقي في نابلس وطول كرم وجنين وطوباس ، واتصلت ببعض الاخوان من الضباط على اختلاف رتبهم ومراكزهم ومن هذا تكونت عندي انطباعات ودراسات وملاحظات دونتها في هذا الكتاب الذي اسميته ( من مأساة فلسطين ) لان هذه المأساة اوسع من ان يضمها كتاب واحد لتعدد جوانبها ..." .
وتقديرا لموقف عامر حسك البطولي في تلك المعارك التي جرت بين العرب والكيان الصهيوني بتاريخ 9 حزيران / 1948 جرت مراسيم تقليده ( وسام الارز) اللبناني من قبل رئيس الجمهورية اللبنانية انذاك الشيخ بشارة الخوري .
اما الاستاذ محمود الدرة فيقول عن عامر حسك الامارة في كتابه : ( حياة عراقي من وراء البوابة السوداء) :" عامر حسك انسان قنوع ، لا يشكو ، ولا يتذمر ، ولا يفاخر ، ولا يباهي بما عنده من مفاخر . واسع الصدر ، حليم ..كما انه لا يعرف معنى للحقد ولا للكراهية ، وهي كلها صفات اصيلة فيه كشفتها محنة لا تعادلها محنة تمر بأنسان. رحم الله عامر حسك وجزاه خيرا كان رجىلا نبيلا ، وقورا ، نزيها ، وطنيا اصيلا عروبيا قحا ، يفخر به كل العراقيين ويجلوه ويضعوه في المكانة التي يستحق وهو يستحق ان يكتب عنه دوما كرجل خدم وطنه وأمته .

علق الاستاذجبار عبد الله الجويبراوي وفي العددالثاني لسنة 2015 السنة السادسة والاربعون . مجلة التراث الشعبي العراقية .ص135.144 قدمت عرضا لكتابه (اهوار جنوب العراق ) . مع سرد  لسيرته التي حصلت عليها من نجله المحامي معد عامر .شكرا ﻷستاذنا الكبير البروفسور ابراهيم العلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...